أعرف كثيرين- وربما كنت أحدهم – تلقى الواحد منهم اليوم وتسأله عنأمانيه وطموحاته .. ثم تلقاه بعد أشهر وربما سنوات فتعيد عليه السؤال مرة أخرى فتجدنفس الإجابة !
وتسأله عما قطعه من مسيرة عملية نحو هذا الأمنية – طوال هذهالمدة- فلا تجد إلا الكلام والأعذار.
إننا طالما تمنينا أموراً .. وأمّلنا أشياءعديدة.. لكننا أبقيناها في قائمة (الانتظار) حتى تزول العوائق وتنتفي الموانع وتحصلالفسحة من الوقت التي نتمكن فيها من التفرغ لهذه الأماني !
ولكن ما إن تزول هذهالعوائق حتى تقوم مقامها عوائق أخرى مرة بعد مرة حتى يلفظ المرء أنفاسه وهو لم يجدمتسعاً من الوقت لتنفيذ ما يرنو إليه.
فمهام أخرى تأتي ، وأوقات تذهب ، وأيامتمضي، والواحد منا "مكانك سر" – كما يقال !
وما نضعه لنفسنا من عوائق وحواجزيمكن الاصطلاح على تسميتها بـ (العائق الوحيد) وهو عائق تصطنعه النفس لتجد مبررالها عن ترك الإقدام، وما إن يزول هذا العائق حتى تضع النفس عائقا ثانياً ..ثمثالثاً .. وهكذا دواليك .
والحل لهذه المشكلة النفسية الشائعة يكمن في ترك هذهالعوائق جملة وتفصيلاً .. والبدء في تحقيق الأمنية، وعدم التأجيل أو التسويف تحت أيعذر.
وأن نعلم بأن الوصول للهدف يكون باتخاذ الخطوة الأولى في سبيله.. وأن طريقالألف ميل يبدأ بخطوة اليوم لا بخطوة الغد..
فإذا عزمت فتوكل على الله ، وابدأمن ساعتك، واترك كل الحجج الواهية، وابتعد عن المخذلين المتقاعسين الكسالى، واحرصعلى مصاحبة المنضبطين الذين تراهم قد تسلحوا بالجد والعزيمة الصادقة، وانظر إلىقدوات عملية في المجال ذاته، واستشعر وكأنك قاب قوسين أو أدنى من الوصول للهدف ..
وإنني على يقين أنك إذا فعلت ذلك فسوف يتغير جوابك على سؤال ( ماذا فعلتلتحقيق أمانيك؟) ..
وسيكون جوابك : تحققت الأماني، وجاءت محلها أماني أخرى أكبروأشمل .. وستقولها وأنت متشبع بالثقة، مسرور بالانتصار على النفس، سعيد بالتميزوالتفرد عن الأقران والخلان الذين لازالوا بالأعذار متعلقين، وفي "العائق الوحيد" واقعين .
فما أنت صانع ؟