رسالتك فى الحياه

سلسلة ما هي رسالتي في الحياة ( الحلقة الخامسة )


بداية أود منك أيها القارئ أن تلبي لي طلبا حتى نبدأ في رحلة اكتشاف ذاتك ، ألا و هو أن تترك أي شئ يشغلك الآن و تعزل نفسك عمن حولك تماما . أريدك أن تركز معي بكل جوارحك و عقلك و يحبذ أن تكون في مكان هادئ و أن تكون مسترخيا في جلستك .
فلنبدأ الآن . تصور معي أنك ترى الآن جنازة شخص ما و هي تدخل المسجد لكي يصلى عليها و يحمل النعش أناس كثيرون وتراه يخترق المسجد في يسر و سط جموع المسلمين في وقت قبل صلاة الجمعة ثم بعد أن ينتهي الإمام من الصلاة ينوه على المصلين و يقول : هناك نفسا طيبة قد توفاها الله و هي بين أيدينا الآن لنصلي عليها ، نسأل الله تعالى أن تكون من أهل الفردوس الأعلى و نرجو من المتنفلين تأخير صلاتهم لحين الانتهاء من صلاة الجنازة . ثم يشرع الإمام والمصلين للصلاة على هذه النفس المباركة ويصلي عليه آلاف المصلين . يا الله من هذه النفس الطيبة ؟!!! يتوفاه الله يوم جمعة و يصلى عليه كل هذا الجمع !!!! . ما شاء الله .
المشهد الثاني :
أنت ترى الآن أقارب هذه النفس و أصدقائه و أناس كثيرون في مراسم دفنه و قد تجمعوا و هم يبكون فراقه و يدعوا الله له بالرحمة و المغفرة و يذكرون محاسنه بينهم لقد كان كذا و كذا .....و كان ودودا بيننا يحب الخير و يساعد المحتاج و يصنع المعروف و لا ينتظر جزاءً و لا شكورا.....و كان بارا بوالديه و اصلا لرحمه و لأحبائه في الله و لا يرجوا من ذلك منفعةً ولا شكورا و كان مخلصا في عمله و تعلم منه الكثيرون و كان لا يبخل بعلمه على أحد و كذا و كذا......ما من أحد ذكر فيه عيبا و لا ذماً.....يالله . من هذه النفس ؟

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: مروا بجنازة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأثنوا عليها خيرا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وجبت ثم مر بأخرى فأثنوا عليها شرا فقال وجبت فقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ما وجبت يا رسول الله قال هذا أثنيتم عليه خيرا فوجبت له الجنة وهذا أثنيتم عليه شرا فوجبت له النار وأنتم شهداء الله في الأرض .

و تأمل معي هذا الحديث الجميل . روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :
إن من عباد الله لأناساً ما هم بأنبياء ، ولاشهداء،يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة بمكانهم من الله تعالى . قالوا : يارسول الله ، تخبرنا من هم ، قال : هم قوم تحابوا بروح الله على غير أرحامبينهم ، ولا أموال يتعاطونها ، فو الله إن وجوههم لنور ، وإنهم على نور : لا يخافون إذا خافالناس، ولا يحزنون إذا حزنالناس . وقرأ هذه الآية : ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
و في رواية أخرى أنه صلى الله عليه وسلم قال :
يا أيهاالناساسمعوا و أعقلوا ، واعلموا أن لله عز وجل عبادا ليسوا بأنبياء ، ولا شهداء، يغبطهم النبيون والشهداء على منازلهم وقربهم من الله ، فجثى رجل من الأعراب من قاصيةالناس، وألوى بيده إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ناس منالناسليسوا بأنبياء ولاشهداءيغبطهمالأنبياء والشهداء على مجالسهم ، وقربهم من الله ، أنعتهم لنا جلهم لنا – يعني صفهم لنا شكلهم لنا ، فسر وجه النبي صلى الله عليه وسلم بسؤالالأعرابي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هم ناس من أفناءالناس،ونوازع القبائل لم تصل بينهم أرحام متقاربة ، تحابوا في الله وتصافوا يضعالله يوم القيامة منابر من نور فيجلسون عليها ، فيجعل وجوههم نورا ،وثيابهم نورا ، يفزعالناسيوم القيامة ولا يفزعون وهم أولياء الله لا خوف عليهم ، ولا هم يحزنون .
الله . سبحان الله . اللهم اجعلنا منهم و ارزقنا الإخلاص. اللهم آمين . اللهم آمين .

أتوجه إليك الآن بسؤال . هل تتمنى و تحب أن تكون مراسم جنازتك مثل مراسم جنازة هذه النفس الطيبة ؟ هل تحب أن تلقى الله بقلب سليم ؟ هل تحب أن تكون في الفردوس الأعلى مع النبيين و الصديقين و الشهداء ؟ هل تحب أن تترك بصمة و تأثير ايجابي في مجتمعك و أسرتك و عملك و ربما في العالم حتى بعد مماتك ؟
إن أجبت بنعم فتعالى معي نكتشف كيف نكتب رسالة الحياة الشخصية ؟

تجري صناعة كل الأشياء و الأمور على مرحلتين :

يقول الكاتب الأمريكي المعروف دكتور ستيفن كوفي في كتابه الشهير العادات السبع للناس الأكثر فعالية : " أن كل الأشياء يجري صنعها مرتين ، فهناك الخلق الذهني أو الشق الأول . و هناك الجانب المادي و هو الشق الثاني " . و هنا يتكلم دكتور كوفي عن عادة " ابدأ و المنال في ذهنك " . و هي تعني أن لديك تصور و اضح لما تود أن تحققه أو تصل اليه قبل أن تخطو أي خطوة نحو تحقيق هدف معين . و أهمية ذلك أنك لا تود أن تنغمس في أي نشاط أو عمل لا يحقق لك الهدف الذي ترنو إليه .

عملية الخلق الذهني أو التصور :

ان عملية الخلق الذهني يجب أن تسبق خطوة التنفيذ . فالربان في البحر أو الجو يحدد هدفه أولا و لديه خريطة بالمكان الذي ستنتهي عنده الرحلة و هو أيضا يقوم بدراسة أقصر الطرق و أنسبها للوصول سالما و في الوقت المناسب للمكان المستهدف . و كذلك المهندس المعماري يقوم أولا برسم المبنى المعماري قبل البدء في تنفيذه .


قم بقياساتك مرتين لتقطع أخشابك مرة واحدة

إنصنع الأشياءكفكرةهيالقيادة . القيادة بمعنى آخر هي الرؤية الواضحة لما يجب عليه أن تكون الأمور . فالقائد لديه قدرة على رؤية ما لا يراه تابعيه . فالقائد الناجح هو القائد الذي لديه ملكة رؤية صائبة و قدرة على تصور الأمور و رسم خريطة الوصول للهدف .

أما التكوين المادي من خلق اِلأشياء فهو الجزء الذي يعني بعملية التنفيذ و هنا يأتي دور الإدارة . فقبطان السفينة يقود السفينة الى مرساها في المكان المحدد من خلال الخريطة و البوصلة لمعرفة الإتجاهات و لكنه في نفس الوقت يدير طاقم السفينة لتصل السفينة بأمان و في الوقت المناسب لمرساها .


تابع بقية المقال في الأسفل

تابع الموضوع

--------------------------------------------------------------------------------

الإدارة تهتم بأداء الأشياء بالطريقة الصحيحة أما القيادة فتهتم بأداء الأشياء الصحيحة

كتابة رسالة الحياة الشخصية

لكلي تبدأ في كتابة رسالة حياتك الشخصية عليك إذا أن تستخدم عادة " ابدأ و المنال في ذهنك " و تصور معي مشهد جنازتك مرة أخرى . ما ذا تركت و رائك ؟ ما هي انجازاتك ؟ ما هي القيم و المبادئ التي اعتمدت عليها خلال رحلة حياتك ؟ ما هي الفلسفة أو العقيدة التي ارتكزت عليها خلال هذه الرحلة ؟

لنتصور أكثر كيف تكون كتابة رسالة الحياة الشخصية فلنأخذ مثال على ذلك ، رسالة حياة سيد البشر و أفضل خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم .إذا رجعنا إلى سيرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فسنجد أن رسالته كانت


الدعوة إلى الله

إن رسالة حياتك الشخصية ستنبع حتما من مركز منظورك للأشياء من حولك أو بمعنى آخر من العين التي ترى بها العالم من حولك .

تعرف على مركزك ؟
خليك صريح مع نفسك . انت حياتك مركزيتها ايه ؟ بتحب جمع المال ؟ و لا بتحب الشهرة ؟ و لا بتحب النساء ؟ فيه واحد يقولك أنا النساء بيجرو في دمي . مدمن نساء . واحد تاني يقولك أنا بحب المتع والفرفشة . مقضي حياته فسح و فرفشة و قعاد على القهاوي و لعب طاولة أو دومنو مع صحابه أو متعته يقعد يلعب بلاي ستيشن . ده واحد حياته مبنية على المتعة و بس . فيه واحد تاني مدمن لشغله بيحب شغله جدا لدرجة انه أهمل صحته و حياته الأسريه .

جميع المراكز السابقة و غيرها لا تحقق لك الإستقرار النفسي و لا السعادة لإنها عرضة للمتغيرات و غير مستقرة بطبيعتها فإن كنت من هؤلاء الذين يسعون لجمع المال مثلا ، فأنت عرضة لإن تعصف بك خسارة مالية نتيجة سرقة أو خسارة في تجارتك و بذلك فأنت عرضة لآلم نفسية و جسدية و ذهنية فتصبح إنسانا تعيسأ في حياتك و تهدم آمالك و طموحاتك في جمع الأموال و قس على ذلك بقية المراكز التي تحدثنا عنها .

إذاً يا تري ما هو المركز السليم الذي يجب أن نعتمد عليه حتى يعطينا درجة عالية من الأمان ، و التوجيه ، و الحكمة ، و القوة ؟

سبحان الله إجابة هذا السؤال موجودة في ديننا الإسلام المبني علي مبادئ قوية تستطيع أن تستمد منها الأمان و التوجيه و الحكمة والقوة .

يقول الكاتب ستيفن كوفي في كتابه العادات السبع للناس أكثر فاعلية :

" إذا تركزت حياتنا على المبادئ الصحيحة فإننا نقيم بذلك مؤسسة قوية لتطوير العوامل الأربعة الداعمة للحياة .

فأماننا يأتي من معرفتنا ذلك ، و على عكس بقية المراكز القائمة على الأشخاص و الأشياء العرضة للتغير المفاجئ و المتعددة الجوانب فإن المبادئ السليمة لا تتغير ، و يمكننا الاعتماد عليها .
و المبادئ لا تأتي كرد فعل لأي شئ فهي لا تصاب بتقلبات عقلية ، و لا تعاملنا بتحيز ، و هي لا تهجرنا ، و لا تفر مع أقرب أصدقائنا ، و لا تخرج لاصطيادنا ، و هي لا تعتمد على سلوك الآخرين و لا على البيئة ، و لا عدم الصلاحية فالمساوئ لا تموت و لا تظهر و تختفي بين لحظة و أخرى ، و لا تدمرها الزلازل و لا تأكلها النيران .
و المبادئ عميقة و حقائق أساسية ، و هي المقام الأساسي لأمور كثيرة ، و تمتاز بالدقة و الدوام و الجمال من خلال نسيج الحياة . "

سبحان الله . هو فيه أحسن من مبادئ دينا الإسلامي نرتكز عليه ؟!!

فكر جيدا الآن ما هي رسالتك في الحياة ?
لمساعدتك في كتابة رسالتك في الحياة و متابعتها ، قمت بتصميم قالب إكسيل يساعدك على ذلك .

لتحميل قالب الإكسيل ، اضغط هنا
لتحميل مثال على كيفية كتابة رسالتك في الحياة ، اضغط هنا


يا الله يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا حي يا قيوم يا علي يا عظيم ، أعني على تحقيق رسالتي في الحياة و أجعلني عندك من المقبولين و نجني من عقابك و ادخلني برحمتك جنة الفردوس الأعلى بصحبة حبيبك و معلمنا و سيدنا و أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه و سلم سيد المرسلين و امام العالمين . اللهم آمين
منقوووول