استشهاديات رسمن طريق البطولة بالدم والجهاد....
--------------------------------------------------------------------------------
البداية
جئن ليطمسن تلك المعتقدات السيئة عن المراهقة وليقلن بالفعل والعمل..
لا بالقول فقط ..ليقررن بالدم.. ويؤيدن بالفكر..
وليصرخن بأعلى صوتهن أن ما قالوه ليس صحيحاً
جئن ليبرهنَّ على كل ما قالوه واعتقدوه سيئاً عن المراهقة..
جئن بكل ما يحملن من عبق التاريخ وعنفوان التضحية وأمل الغد..
يحملن بين أيديهن أسمى معاني السمو والتقدير..
سلكن درب الشهادة.. ومتن موتةً كريمةً ..
إن ردهن كان اجمل وأروع الردود
لأنهن أعدن الثقة بهذا الجيل الجديد بالنصر بإذن الله
وليس ذلك على الله بعزيز ..
جلست إلى نفسي أتخيل وأتأمل وأتساءل؟؟
ماذا لو جلسن قبل استشهادهن ليكتبن مذكراتهن وأحلامهن
تُرى ماذا سيكتبن ؟؟
هل سيكتبن حلمهن بفارس أحلامهن؟؟ ..
أم حلمهن بقصرٍ كبيرٍ مملوء بالخدم والحشم!!
لا والله!! لو كتبن!!
لكتبن مذكراتهن وحلمهن الصامد في تحرير أرض الإسلام والعروبة
والأمجاد ..
لكتبن حلمهن في رفع راية الحق والنصر .. وفي خروج أجيال تسير على نهجهن
ومع ذلك لم يكتبن بالحبر والورقة...
كتبن حلمهن بالدم والجسد
فكانت كتاباتهن أروع
نعم كانت أروع
حكايات لبعض البطلات الشهيدات بإذن الله...
وكيف كانت حياتهن قبل القيام بالعمليات البطولية التي طالما عيّر المفسدون بها الإسلام
بأن المرأة مضطهدة ومبعدة عن الساحة،وأن الرجل أخذ حقوق المرأة وظلمها،
ولكن في هذه الأمة ولله الحمد من يثبت عملياً بأن المرأة جزءاً من أجزاء هذه الأمة،
وأنها لا تغيب حتى في ساحات القتال، وان كان غير عادل بموازين القوة التي نعرفها
ولكن لا قوة إلا بالله علي العظيم ولله الحمد وهذه بعض من تلك الحكايات.......
__________________
هنادي جرادات المحامية
دافعت عن حقها بطريقتها الخاصة .......
لم ترغب أن تكون كباقي المحامين في الدفاع عن حقها في ساحة المحكمة التي تنعدم فيها الديمقراطية
بل لجأت إلى أسلوب آخر يرغم الجميع على سماع صوتها ومعرفة ما تريده،
هذه هي المحامية هنادي تيسير جرادات (29 عاماً) منفذة العملية الفدائية في مدينة حيفا المحتلة عام 48
والتي أوقعت 19 قتيلاً وما يزيد عن 60 جريحاً بجروح مختلفة فقدمت هذه المرة المرافعة الخاصة بها وبحق شعبها بطريقة نقلتها كل وسائل الإعلام ليعلم بها القاصي والداني.
ولدت هنادي في الحي الشرقي لمدينة جنين، لعائلة مكونة من 12 فرداً،
ثمانية فتيات وشابين هما فادي (20 عاماً) والذي استشهد قبل أربعة أشهر من تنفيذها للعملية،
وثائر 12 عاماً والذي يدرس في إحدى مدارس المدينة.
أكملت هنادي دراستها الجامعية في جامعة جرش الأهلية بالأردن لتتخرج منها عام 1999،
وحصلت على شهادة البكالوريوس في الحقوق، ثم عادت إلى فلسطين للعمل في ميدان المحاماة للدفاع عن المظلومين من أبناء شعبها،
واستمرت في هذا المجال حتى أيامها الأخيرة وكانت نيتها تتجه صوب افتتاح مكتب خاص بها كمحامية مستقلة.
تقول ميسون بنت عمها: "كان الجميع يلاحظ مدى تميز هنادي عن باقي أخواتها،
فقد كانت متدينة بصورة فاقت إخوانها، كما كانت مداومة على قراءة القرآن وبكثرة الصلاة والعبادة انتقاماً لأخيها وأبناء عمها."
وتضيف ميسون مرت ساعات صعبة على العائلة يوم 14/6/2003عندما أقدمت القوات الإسرائيلية الخاصة باقتحام المنزل الذي تسكن به العائلة ومحاصرته والدخول عليه
حيث قامت بتصفية كل من أخوها فادي وأبن عمها صالح جرادات 30 عاماً قائد عسكري للجهاد الإسلامي بدم بارد أمام أعين أفراد العائلة،
حيث كان يجلس فادي إلى جانب أحد شقيقاته عندما أطلق عليه الجنود النار مما أدى إلى استشهاده.
هذه اللحظات وكما تصفها ابنة عم الشهيدة تركت "بصماتها الواضحة في نفسية كل من كان موجود في تلك اللحظة الصعبة"،
وتضيف "وكان يمكن أن يشكل دافع لمحاولة الانتقام للوحشية التي استخدمت بحقهم بينما استشهد ابن عمها الثاني عبد الرحيم جرادات عام 1996 على حاجز الجلمة شمال مدينة جنين عندما كان يسافر هو وصديقاً له في زيارة حيث أوقفت القوات الإسرائيلية وقتها السيارة التي كانوا يقودونها وقامت بتصفية الشهداء الثلاثة عبد الرحيم وطارق منصور وعلاء أبو عرة.
في حين استشهد أبن عمها الثالث محمد جرادات أخ الشهيد عبد الرحمن خلال الانتفاضة الأولى عام 87 .
أخت الشهيدة هنادي وصفت شقيقتها أنها كانت منذ أسبوعين قبل الاستشهاد في صيام متواصل حتى أيام الجمعة،
وخرجت من البيت وهي صائمة يوم أن حدثت العملية، كما أنها كانت كثيرة قراءة القرآن وتقوم الليل كثيراً،
"عندما كنا نصحو بالليل نجدها تصلي وهذا الأمر كان يتكرر باستمرار وكثرة أما عائلتها البسيطة فهي تعيش في جو إيماني ويحاول توفير كل ما تستطيعه العائلة،
فالأب الذي يعاني من مرض تليف الكبد استقبل نبأ استشهاد ابنته بالحمد والثناء على النعمة التي قدمها الله له،
وقال " أنا لا استقبل المعزيين بل استقبل مهنئين باستشهاد بنتي وقالت والدة الاستشهادية هنادي غادرت المنزل وهي صائمة دون أن تظهر عليها أي علامات تثير الشك بأنها ستقوم بأي عمل غير اعتيادي.
وأعربت "عن فخرها واعتزازها بابنتها الاستشهادية وبما قامت به انتقاماً لشهداء فلسطين"
وتعتبر هنادي الاستشهادية السادسة من الفتيات اللواتي ينفذن عمليات تفجيرية ضد أهداف إسرائيلية حيث كانت الأولى وفاء إدريس من مخيم الأمعري جنوب مدينة رام الله والتي نفذت العملية الفدائية بالقدس، في حين كانت دارين أبو عيشة صاحبة العملية الثانية عند أحد الحواجز الإسرائيلية عندما استوقفها الجنود ففجرت نفسها بينهم، تلتها الاستشهادية آيات الأخرس في متجر بالقدس الغربية، ثم عندليب طقاطقة من بيت فجار قضاء بيت لحم فقتلت ستة صهاينة وجرحت العشرات، وكانت الاستشهادية هبة دراغمة من الجهاد الإسلامي الخامسة فقتلت ثلاثة وجرحت نحو 70 آخرين، لتأتي هنادي وتقتل 20 منهم وتجرح العشرات في حيفا
وفاء إدريس.......
نفذت عملية القدس الغربية.......
"وفاء علي إدريس" بطلة سوف يتذكر اسمها جيداً، الإسرائيليون والفلسطينيون أيضاً, وكل من يغار على فلسطين ويرفض سياسات شارون الدموية.
فقد خطّت بجسدها الطاهر واحدة من أشرف العمليات الإستشهادية في السنوات الأخيرة, والتي أصابت العدو الإسرائيلي بالذهول لتضحية الفتيات الفلسطينيات بأنفسهن فداء لوطنهن، ونجم عن العملية التي جرت الأحد بتاريخ 27/1/2002 إصابة أكثر من 70 إسرائيلياً بالقدس الغربية.
وقد جاء في البيان الذي أصدرته كتائب شهداء الأقصى: "أنها الشهيدة البطلة, ابنة الكتائب الأبية "وفاء على إدريس" البالغة من العمر 26 عاماً, ومن سكان قلعة الصمود مخيم الأمعري قضاء "رام الله" المشمولة بالحكم الذاتي الفلسطيني في الضفة الغربية.
وكانت وفاء إدريس التي تعمل متطوعة في الهلال الأحمر الفلسطيني قد غادرت منزل ذويها الأحد 27/1/2002 واختفت من هذا الوقت, ويعد شقيقها مسعود مسؤولاً محلياً في حركة فتح بمخيم الأمعري للاجئين الفلسطينيين. وكانت إسرائيل قد اعتقلته في السابق.
وذكرت مصادر في الهلال الأحمر الفلسطيني" أن وفاء عملت كمتطوعة في لجان الهلال الأحمر, وقد اختفت آثارها قبيل ظهر الأحد (يوم وقوع العملية) ولم تظهر منذ ذلك التاريخ
وأضافت المصادر أن وفاء وصلت إلى عملها كالمعتاد الأحد 27/1/2002,غير أنها أخذت إذن مغادرة في موعد سابق على حدوث العملية, ولم تعد بعدها إلى العمل"
هل بقي لنا من أثر وفاء ما كان يجب أن تقوله ولم تستطع .. نعم .. لقد قالت بان شوارب الرجل ليست دليلا على رجولته .. وقالت بان الكثير من الحكام هم نسوة في ثياب رجال .. وتحدثت عن كل ما يمكن أن يوصم بالكرامة .. تحدثت عن الصبايا وهن يردن مواسم القطاف ويحملن جرارهن زرافات إلى عين القرية لملء جرارهن بالحياة .. قالت لنا بصريح العبارة إن بذور الأرض يمكن أن تنبت السنابل إذا ما سقيت بالدماء .. وطالبت ببيان غير مكتوب جميع الناس في الوطن أن يكونوا مثل رمال الطريق وطين الأرض ورائحة الزيزفون بعد هطول المطر .. قالت كثيرا .. ولكنها لم تقل لنا إنها تريد أن تعيش لترى أطفالا أذلاء يركعون تحت بساطير الاحتلال دون أن تحرك دموعهم وآهاتهم هذا العالم المتحجر .. قالته فعلا ففجرت نفسها حتى لا تراهم وقد ركعوا يطلبون الغفران من القاتل ففضلت أن تكون هي الضحية حتى لا يقال إنها قصرت في حق أطفال المستقبل
ماذا قالت لنا أيضا وفاء .. قالت إن ربيع فلسطين لا ينبت إلا إذا سقيته بالدماء .. وهو البلد الوحيد في هذا العالم الذي يكبر فيه الزيتون وأشجار البرتقال وفسائل الورود دون مياه ..انه يشرب ويطلب المزيد .. وهناك الكثير من الناس ممن آمنوا بما آمنت به وفاء ينتظرون في صف طويل لأخذ دورهم في سقاية زروع بلادهم ..
وفاء سر هذا الكون .. وما أكثر الأسرار في هذا الكون.....