عقدت لجنة دعم الشعب الفلسطيني ومناهضة التطبيع بالإسكندرية مؤتمرًا بعنوان "المقاطعة والمقاومة طريق النصر" تحدث فيه فضيلة الشيخ أحمد المحلاوي، والخبير الاقتصادي أحمد النجار رئيس تحرير تقرير الاتجاهات الاقتصادية بالأهرام، والمهندس محمد كمال أمين لجنة المقاطعة بالإسكندرية، و المهندس عبد العزيز الحسيني المنسق العام للجنة المصرية للمقاطعة؛و الدكتور حمدي حسن عضو مجلس الشعب و رئيس اللجنة حيث طالب المشاركون باعتماد المقاطعة كسلاحٍ وخيارٍ إستراتيجي لا بديلَ عنه للشعوب العربية ضد الصهاينة ومَن يدعمونهم وخاصةً الولايات المتحدة حتى يتحرر كل شبرٍ من الأراضي العربية المحتلة .
وفى كلمته أوضح المهندس محمد كمال (أمين لجنة المقاطعة بالإسكندرية) أنَّ الاقتصادَ المصري كله مهددٌ بسبب المنتجات الأمريكية المدعومة برأس المال الصهيوني؛ حيث يتم تقديمها بأقل الأسعار ومدعومة بحملة إعلانية مميزة تتسبب في انهيار المنتج الوطني والانفراد بالسوق، ثم يرتفع السعر تدريجيًّا لتعويض خسارته، مشيرًا إلى أن جميع المشروعات الأمريكية والصهيونية هدفها الربح فقط دون مساهمة في دعم البنية الاقتصادية الوطنية مثل مشكلة البطالة؛ حيث إنَّ كل فرصة عمل لديهم تؤدي إلى ضياع ثلاثة فرص لدى الشركات الوطنية ناهيك عن أنها وظائف دنيا لا تكسب خبرة أو كفاءة يستفيد منها المجتمع .
وقال: لقد حققت المقاطعة نجاحات كثيرة كان أهمها إلحاق خسائر مباشرة ومؤثرة، كما حدث في شركة كوكاكولا والتي دعت إلى جمعيةٍ عموميةٍ غير عادية للنظر في إمكانية استمرارها من عدمه بعد إعلان خسارتها أكثر من نصف رأس المال، وأيضًا ما نُشر على موقع شركة ماكدونالدز على شبكة الإنترنت أن خسارتها سببها مقاطعة اقتصادية بمفهوم أيدلوجي سياسي .
وذكر أننا لسنا في معركة مع أمة اليهود إذا لم تكن معتدية فاليهود المنتظمون لحماية الصهيونية والكيان الصهيوني الغاصب أصبحوا يمثلون نسبة عالية من اليهود بحيث تكون البقية الباقية هملا ومن هنا كانت المشكلة ، ثم تحدث عن تهديد الاقتصاد المصري من خلال البضائع الصهيونية والتي تؤدي لانهيار المنتج الوطني من خلال عرض المنتج الصهيوني بأسعار رخيصة حتى ينهار المنتج الوطني أمامها ثم تزيد أسعارها وتعوض خسارتها الماضية وأضاف أن اقتصادنا لايحتمل هذه المنافسة بالإضافة لعدم وجود إخلاص واضح في بنيتنا الاقتصادية وذكر أن هذه الشركات منقسمة لأربع أقسام تدعم بها الصهاينة وهي (إقامة شركات لإستيعاب العمالة العربية في وظائف دنيا مثل ماكدونالدز - إعطاء العلامة التجارية للإسرائيليين في أي مكان مثل بيبسي - إنشاء كيانات على أراضي مختلفة – لإقامة مجموعة من الشركات من أجل إكساب وتبادل الخبرات )
ثم أشار لقولة الشاعر محمود درويش " أخشى أن تكون الخيانة وجهة نظر" وأشار إلى بعض أمثلة مقاطعات كتلك التي قام بها غاندي في الهند ومارك لوثر كينج بالولايات المتحدة الأمريكية إبان السياسات العنصرية التي كان تمارس ضد أصحاب البشرة السوداء وأضاف في ختام حديثه أن المقاطعة خيار ويقظة ورجولة ومقاومة ونحن مصرون على أن نكون المشروع البديل لمشروع الاستسلام.
الأستاذ / أحمد السيد النجار
الخبير الاقتصادى بالأهرام
وأوضح الأستاذ أحمد السيد النجار أهمية المقاطعة في بناءِ اقتصادٍ وطني قوي وكأحد أشكال المقاومة لمحاربةِ العدو ومنعه من استغلالِ ثرواتنا، وأشار إلى أنَّ المقاطعةَ تؤثر على الطرفين ولكن في حالة الكيان الصهيوني يكون هو الطرف الوحيد الخاسر؛ نظرًا لافتقار السوق الصهيوني لكثيرٍ من المنتجات العربية فرغم أن الشعوبَ العربية هي التي تدعو إلى المقاطعة وليست الحكومات إلا أنَّ الكيان الصهيوني تكبَّد خسائر طبقًا لتقارير غرف التجارة الصهيونية ما يوازي 45 مليار دولار و92 مليار دولار طبقًا لتقارير مكتب المقاطعة التابع لجامعة الدول العربية في سنة 2000م؛ الأمر الذي جعله يتحول إلى عبء على أمريكا والاتحاد الأوروبي بسبب حصوله على التعويضاتِ بصفةٍ مستمرةٍ لتعويض خسارتها؛ لذلك يحاول الصهاينة إخفاء بضاعتهم أو استخدام علامات تجارية لدول أخرى .
وأضاف لقد ساهمت المقاطعة في إلحاق خسائر بالولايات المتحدة وتراجع صادرتها من 22 مليار سنة 98 حتى وصلت إلى 16 مليار دولار سنة 2003م تمثلت أغلبها في الواردات الحكومية .
وأكد على أن المقاطعة شكل من أشكال المقاومة وأشكال المقاومة هي ( مقاطعة العدو- منع العدو من استغلال ثروتك- تبني اقتصادا وطنيا وقادرا على دعم صمود البلاد حتى لاتحتاج لسلع العدو) وأضاف أن المقاطعة هي الشكل الأكثر شهرة من أشكال المقاومة وذكر أن المقاطعة قديمة قدم التاريخ منذ الهكسوس والرسول "صلى الله عليه وسلم " وفي النماذج الحديثة نجد أن النظام العنصري في جنوب أفريقيا سقط نتيجة المقاطعة وكانت المقاطعة عاملا رئيسيا في سقوط النظام العنصري وذكر أن أمريكا ذاتها استخدمت المقاطعة 72 مرة عقب الحرب العالمية الثانية ضد دول أخرى ووصل الأمر أنها هددت روسيا بمنع دخولها اتفاقية التجارة العالمية وأجبرتها على الإفراج عن جاسوس وأضاف أن إسرائيل كذلك استخدمت سلاح المقاطعة في عام 2003م عندما قررت المحكمة العليا البلجيكية أن يحاكموا شارون عقب خروجه من الوزارة ، وأضاف أن المقاطعة تؤثر على طرفي المقاطعة ولكن في حالة مقاطعة إسرائيل فإن إسرائيل هي المتضررة فقط وأضاف أن مكتب المقاطعة بالجامعة العربية رصد 92 مليار دولار خسائر المقاطعة لإسرائيل وأكد على أهمية سلاح المقاطعة وأضاف أن إسرائيل دولة قامت بالاغتصاب ومستمرة في الاعتداء فمبررات مقاطعتها واضحة فهي متعلقة بالحق أولا وأضاف أن أمريكا الداعم لإسرائيل والتي قدمت لها ما يقرب من 120 مليار دولار منذ خمسينات القرن الماضي وقيمتها حاليا 360 مليار دولار وكذلك شكلت إسرائيل عبئ على الغرب والذي ساعدها بحوالي 225 مليار دولار وقيمتها حاليا 600 مليار دولار وأضاف أن أن مقاطعة من يدعم ويقف وراء هذا الكيان واجبة ثم أشار إلى هبوط الصادرات الأمريكية إلى 16.4 مليار دولار وأشار إلى الهجوم المضاد الذي يشنوه كاتفاقية الكويز والسوق الشرق أوسطية التي تسيطر عليه إسرائيل وأضاف أنه لابد من مقاطعة مناطق الكويز ومقاطعة كل شركات الكويز وتقديم القوائم للمنطقة العربية وأشار إلى اتفاق الغاز الذي يعطى لإسرائيل الغاز ولمدة 15 عام الغاز بأسعار ثابتة ومحدودة وأكد في ختام حديثه على أهمية المقاطعة وبناء اقتصاد وطني قوي حتى يمكن أن نحقق الانتصار فلا انتصار دون الاعتماد على الذات.
من جهته، شدد المهندس عبد العزيز الحسيني (المنسق العام للجنة المصرية العامة للمقاطعة) على أننا نعيش في صراع أجيالٍ ولا ينتهي بانتهاء الحروب، وأن تحرير فلسطين يأتي من تحرير العواصم العربية من الاستبداد والفساد وبالقضاءِ عليهم ينتهي التطبيع .
واستنكر تشويه المقاطعة والادعاء بأنها تؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني قائلاً: إنَّ الفسادَ ونهب البنوك وبيع القطاع العام هو الذي يؤثر على الاقتصادِ الوطني ويعمل على تشريد العمال، مؤكدًا أن المقاطعة عمل ضروري لتشكيل ثقافة المقاومة وتربية الأجيال على ثقافة الاستغناء ورفض سلع العدو، وأعلن توسيع حملة المقاطعة في باقي الدول العالم الإسلامي والعربي حتى شملت دولاً غربية تقوم بمقاطعة البضائع الصهيونية .
وأشار إلى توسيع المقاطعة حتى شملت دول غربية تقوم بمقاطعة البضائع الإسرائيلية ثم أشار إلى أهمية المقاطعة ( أنها حولت العاطفة ‘إلى فعل عملي مؤثر – نشر العداء للمشروع الصهيو أمريكي – إعطاء المقاطعة فرصة للتنمية الوطنية ) ثم شدد على أنه في إذا حدث تغيير سيقف التطبيع فهما مرتبطتان بعضهما البعض .
فضيلة الشيخ/ أحمد المحلاوى
وأكد فضيلة الشيخ المحلاوي وجوب مقاطعة منتجات العدو الصهيوني باعتبارها واجبًا شرعيًّا على كل مسلم، وانتقد التعلق بمجلس الأمن وهيئة الأمم المتحدة التي أعطت لليهود 45% من أرض فلسطين، وأكد أنَّ الدين هو مصدر القوة الوحيد الذي تعجز أمامه كل الأسلحة ولو اجتمع المسلمون ما كانت الحروب .
كما تحدَّث النائب الدكتور حمدي حسن- رئيس لجنة دعم الشعب الفلسطيني- المتحدث الإعلامي باسم كتلة نواب الإخوان المسلمين في مجلس الشعب- عن دور المرأة المصرية التي تقود المقاطعة الاقتصادية التي تهدف في المقام الأول لإضعافِ اقتصاد الأعداء وتقوية اقتصاد أمتنا، فالمقاطعة مثل المقاومة في لبنان وفلسطين كشفت خيانة الحكام العرب .
وقال النائب إنَّ ضحايا حادث قطار قليوب وحادث العبارة الغارقة وعددهم 1122 أكثر من ضحايا الحرب اللبنانية الأخيرة، ورغم ذلك لم يتم محاسبة أحد نتيجةً لمسلسل الفساد والإفساد الذي ترعاه حكومات الحزب الوطني المتعاقبة للأسف الشديد، فهي نفس الحكومة التي لم تهتم لمطالب حوالي 100 نائب بطرد السفير الصهيوني وتنازلت عن البرنامج النووي المصري، وتعتقل شرفاء الأمة بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان، وهي نفس التهمة الموجهة إلى رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني المنتخب الذي اختطفه الاحتلال الصهيوني .